ثقافةرياضة

أحد العمال في مصنع كسوة الكعبة صرح بأنه لم يغب يوما واحدا خلال 39 عاما من العمل في المصنع.

Advertisements

صرح أحد العمال في مصنع كسوة الكعبة بأنه لم يغب يوما واحدا خلال 39 عاما من العمل في المصنع. وأضاف أن الطرز اليدوية التي يستخدمها العمال في المصنع لا يمكن أن تُطابق بالآلات الميكانيكية، حيث تتفوق الطرق التقليدية على الآلات في الدقة والتفاصيل الدقيقة.

نشر حساب التواصل الحكومي في السعودية مقطع فيديو يتضمّن حوارا مع أحد عمّال مصنع كسوة الكعبة المشرّفة، حيث يتحدث عن شعوره مع قرب تقاعده بعد 39 عاماً من العمل دون غياب يوم واحد. ويتحدث العامل بالاسم زكي، حيث يروي ذكرياته وشغفه بعمله في صناعة وتطريز كسوة الكعبة.

ويعبر زكي عن سعادته وانتعاش قلبه عند العمل في كسوة الكعبة، مؤكداً أن شغفه باستقبال الحجاج كان يلازمه طيلة سنوات عمله. كما يؤكد أنه لم يغب يوماً واحداً عن العمل خلال تلك السنوات الـ39، وأن آثار العمل أصبحت واضحة على أصابعه.

Advertisements

ويشير زكي إلى أهمية التطريز اليدوي في تجهيز كسوة الكعبة، موضحاً أن الآلات لم تنجح في إنتاج نفس جودة الكسوة التي يتم تجهيزها يدوياً من قبل العمال.

كسوة الكعبة عبر التاريخ

يعود تاريخ كسوة الكعبة المشرفة إلى فترة الجاهلية، حيث كان العرب يتسابقون لنيل شرف تغطية الكعبة بالأقمشة الفاخرة، وكان من العادة أن يكسوها الميسورون والملوك بكل ما تيسر لديهم. ومع قدوم الإسلام، بدأت صناعة كسوة الكعبة في عهد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين، حيث كانت تصنع من الأقمشة اليمنية، ومن ثم انتقلت صناعتها إلى دمشق وتنيس المصرية.

وكانت كسوة الكعبة تصنع من أفضل الأقمشة الدمشقية وترسل إلى مكة من منطقة الكسوة في دمشق، ومن هنا سميت كسوة الكعبة. وكان الخليفة معاوية بن أبي سفيان أول من عطّر الكعبة في موسم الحج، وأضاف لذلك تعطيرها في شهر رجب. وكسا الكعبة مرتين في العام، المرة الأولى في يوم عاشوراء والثانية استعدادا لعيد الفطر.

Advertisements

وظلت الكسوة تتغير على مر العصور، حيث بدأت بالحرير الأسود في عهد الخليفة المهدي العباسي، الذي أمر ألا يوضع عليها غير ثوب واحد، بعد أن كانت الكسوة تتراكم عليها حتى كاد بناؤها يتداعى. وبعد ذلك، انتقلت المسؤولية عن كسوة الكعبة إلى سلاطين مصر خاصة أيام الفاطميين ثم المماليك، ثم انتقل أمرها إلى العثمانيين.

وبعد ضعف العثمانيين، عادت صناعة كسوة الكعبة إلى مصر في عهد محمد علي باشا، حيث أسس مصنع دار كسوة الكعبة في القاهرة عام 1818. وكانت تحمل الكسوة من هناك سنويا إلى مكة في احتفال كبير يسمى “المحمل”. وظلت الكسوة تصنع في مصر حتى عام 1962، وكانت باللونين الأخضر والأحمر أو الأبيض قبل أن تصبح باللون الأسود مع تطريز مذهب.

ويعمل اليوم عشرات الحرفيين في مصنع كسوة الكعبة بمكة المكرمة، حيث تُكسى الكعبة في موسم الحج من كل عام. وتحاك الكسوة من الحرير والقطن وتزين بآيات من القرآن الكريم بالخيوط الذهبية والفضية. وتستخدمد في صناعتها أجود أنواع الخيوط على مستوى العالم، والتي تزن 670 كيلوغراما، بالإضافة إلى أسلاك وخيوط من الذهب الخالص عيار 24 قيراطا، يصل وزنها إلى 120 كيلوغراما، وأخرى من الفضة تصل إلى 100 كيلوغرام.

Advertisements

تتجاوز تكلفة كسوة الكعبة المشرفة 20 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل 5.3 ملايين دولار، لتكون بذلك أغلى ثوب في العالم. ويتم تجديد كسوة الكعبة كل عام، ويتم تصنيعها في مصنع كسوة الكعبة بمكة المكرمة بأيدي حرفيين ماهرين، وتستغرق عملية تحضيرها وتطريزها عدة أشهر.

وتعد كسوة الكعبة من أكثر الأشياء المقدسة في الإسلام، وتحظى بتبجيل واحترام كبيرين من قبل المسلمين في جميع أنحاء العالم. وتعد تاريخية تطور صناعة كسوة الكعبة منذ فترة الجاهلية وحتى يومنا هذا، شاهدة على العناية الإلهية بمقدسات الإسلام، وعلى الجهود البشرية العظيمة التي بذلت لحمايتها والحفاظ عليها عبر العصور.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات حتى تتمكن من المشاهدة